Showing posts with label ذكرى. Show all posts
Showing posts with label ذكرى. Show all posts

Monday, July 07, 2008

روائح الأشياء المخبأه فى أدراج الذاكره

دوما كانت الذكريات جزءا لا يتجزأ من كيانى اجد فيها ماضى وحاضرى
و ربما مستقبلى
ايضا و لكنى ايضا اتمتع بحاسة شم قويه
كالكلاب البوليسيه لذا عندما تجتمع ذاكرتى

مع حاسة الشم تنتجان ذكريات مشبعه برائحة الحنين الدافئه صباح اليوم
تلمست انفى رائحة فول مميزه تشبه كثيرا رائحة الفول الذى
كانت تصنعه جدتى لأبى و تلازمه الذكرى الوحيده السعيده معها
فأكلته وانا اهضم معه معظم ذكريات طفولتى السعيده
و بعد انتهائى خرجت من منزلى

فاذا بى اجد قطرات المطر الأولى تتساقط على رأسى
وتهبط لتلامس ذرات التراب الناعمه

فيتهادى منها عطر اثيرى اتمنى لو أعبأها فى زجاجات لأحتفظ بها معى
دوما ،فأمد يدى لأجمع فيها قطرات المطر واتأملها و امعن النظر بها فأرى
فى انعكاسها فتاه ترتدى ثوبا مليىء بأزهار الربيع تركض عارية القدمين
تتناثر مياه المطر من حولها وهناك من يلاحقها ضاحكا فيمسك
بها ويقعان معا فى الماء فأهز رأسى و مسح وجهى بماء المطر
و ابتسم لهذه البراءه التى تلاشت بفعل الزمن
وكل مايمر فى حياتى من احداث،

اسارع حتى لا اتأخر عن موعدى و اركب سيارتى و انا احاول
ان اركز على الحاضر و ليس الماضى فانظر من نافذه السياره
اجده كما كان دوما يغمرنى بالانتعاش و الحريه -لاادرى لماذا- انه حقل الأرز
حديث الزراعه المغمور بالمياه ذو الرائحه المنعشه التى تتفتح
لها مسام جسدى دون اى احتجاج

فأذكرنى وانا اسير بجواره و انظر الى صورتى المنعكسه
على مياهه الضبابيه و اندمج فى الاعجاب بنفسى
فاتعثر واسقط فى مياهه فتتسخ ملابسى البيضاء , اقف

وانا ارتجف خوفا مما ستفعله بى امى حين ترانى فاتسلل الى بيتنا فى الخفاء.
افيق من شرودى على اصوات عاليه بجوارى فانتزع نفسى من ذكرياتى
لأجد احد السائقين يصرخ بوجهى لأسرع قليلا فانطلق وانا امنع نفسى منعا
من الاسترسال فى ما افعله .
جاء جميع اصدقائى فى الموعد
وكعادتنا تحدثنا
كثيرا و لكن ولأول مره بيننا نتحدث عن ذكرى عاطفيه

لا تنسى و يريدون البدء بى لمعرفتهم بذاكرتى القويه فلسبب لا اعرفه
تمر بأنفى رائحة البحر المالحه الملونه بغروب الشمس
فاخبرهم عن ذكرى اول مواجهه بينى وبين مشاعرى المراهقه الغضه
حين اعجبت بشاب التقيته صدفه على الشاطىء
لمجرد انه يشبه كثيرا ذاك الرجل فى القصص الرومانسيه
التى كانت دوما
بجوار سريرى و لأن اعيننا التقت
لمده لا تجاوز الدقيقه
فمنهم من تبتسم

ومنهم من تضحك و لكن كلهم يطالبوا بأن اخبرهم جميع
التفاصيل المهمه وغير المهمه و لكنى بالطبع لا افعل
فانا اريد ان احتفظ بها فى داخلى

و لتأخر بنا الوقت فتذهب كل منهم الى بيتها مسرعه واعود انا على مهل
و تمنيت لو لم املك سيارتى العزيزه حتى اعود الى بيتى سيرا
فالذكريات
تكون احلى و اصفى عندما تتذكرها وانت
تمشى بصحبتك دون ان يقتحمها احد .
وصلت بيتى
ولم احتمل فاندفعت الى حجرتى لأخرج صندوق
احتفظ فيه بكثير من نفسى الزمنيه واخرج صورته

المعطره بعطره الدافىء فينتقل العطر منها ليملأ روحى و يذكرنى به
'هو' الغائب الحاضر دوما اتذكر ضحكاتنا العاليه و تلاقى اعيننا
بأحاديث جانبيه
لا يشاركنا اياها احد واتذكره حين يغضبنى فأبكى
فلا يحتمل بكائى
فيحتوينى بداخله فأشعر وكأن يدنا حانيه
احتضنتنى
فاشعر بالدفىء
اللذيذ فأنزلق الى النوم
وانا اضع صورته فوق قلبى حتى نتقابل فى الحلم.ء

Tuesday, May 20, 2008

شجرة الصفصاف

منذ كنت طفله كانت تبتدأ الأجازه بنهاية الامتحانات و لكن اجازتى كانت تبتدأ
حين أزور شجر الصفصاف المهيب الجاثم على جانبى المروى ذا الماء الأخضر
-كان دوما يحيرنا من اين يستمد لونه اللامع -الذى كان يروى قطعة الأرض
الصغيره التى كنا نملكها على اطراف بلدتنا .
فكنا انا وصديقتى الحميمه آنذاك مع نهاية كل امتحان نذهب بدون ان يدرى بنا احد الى
مكاننا المقدس بجوار شجرة الصفصاف المفضله لدينا ذات الأفرع الطويله المتدليه
التى تلامس اوراقها سطح الماء برقه وحنان كأنها تخشى ان تعبث بسكونه.
نذهب و ايدينا محمله بالحلوى والبنبونى و الشكولاته
و يبدأ طقسنا المعتاد من حديثنا عما يمر يحياتنا القصيره
وتمتزج قهقهاتنا السعيده بأصوات اقدامنا التى تتلاعب بالماء
و الهواء المار بين اوراق الشجر يصدر صوت منعش لذيذ الوقع
و تحاول كل منها ان تصطاد كائنات تشبه الأسماك لكنها صغيره و شفافه جدا
و مع انتهاء ما حملناه معنا من زاد تنتهى رحلتنا لهذا اليوم م تعود كل منا الى بيتها
مع وعد صامت باللقاء فى نفس المعاد غدا تحت شجرة الصفصاف

Friday, February 29, 2008

هى


تملأ نسمات صوت فيروز الغرفه بغيمه من الألحان الحنونه ومعها جلست هي تحوطها ذكريات عمرها الصغير
فهى لم تقضى على هذه الأرض سوى بضع وعشرون سنه -ما زالت صغيره -
لكن ما تحمله من ذكريات كثير و كثير .تجلس على سحابة عمرها لتنظر من عليائها الى أولى خطواتها فى الحياه
و تتمايل ما بين الماضى والحاضر مع انغام الموسيقى فذكرياتها هى الفرع الوحيد المورق فى شجرتها تستمد منه ابتساماتها
، شقاوتها ،دموعها ، امالها و قوتها لتواجه الحاضر المليىء بالألام فتتخذ من ذكرياتها مخدر لتقوى على التمسك بالحياه
لـتأمل بأن يأتى اليوم الذى تستطيع فيه الضحك كما كانت الطفله الصغيره ذات الضفائر المتطايره مع الرياح المعطره بنسيم الطفوله البرىء
و تسير فى حقول ذكرياتها و تعدو و تعدو حتى تتوقف نسمات فيروز عن الهبوب فتعود متكاسله من ذكرياتها
فتمد يدها الى الكاسيت وتعيد الصوت للحياه و تغلق عينيها وتغوص فى اعماق اعماق الذكريات