Wednesday, April 04, 2012

تلك الأشياء الصغيرة التى توقعنا فى الفخ

تمر الأيام كضيف ثقيل كلما أردته أن يرحل يطلب منك إحضار دور شاى جديد ، منذ رحلت  و هو لا يدرى ماذا يفعل يحاول أن يدفع الأيام لتمر فى فجوة زمنية يستطيع خلالها ان ينساها أو تأتى أخرى لتحل محلها و إن كان يدرك بداخله أنه لن تأتى من تحتل مكانها فى أفلام النيجاتف المهترئة المدعوة حياته ، يحاول أن يتناسها و لكنها تقفز أمامه من ورق الحائط و كوب قهوتها السادة المشبعة ببعض من حكايتها و تندفع محتضنه روحه من أبيات شاعرها المفضل .. يحاول أن يغرق نفسه فى العمل حتى تختفى تدريجيا من ذاكرته كما أرادت ليجد أن سعيه هذا غير مجدى - دوما ما نعتقد أننا عندما ندفن أنفسنا فى العمل سننسى لا يتبادر إلى أذهانا أنك حين تحاول أن تنسى شيئا فإنه يصر على الإستمرار إنها غريزة البقاء المتأصلة فى أى كائن حتى لو كان ذكرى - يتسلل إلى ذهنه صورتها عندما تشعر بعدم الأمان فتحول خاتمها ذا الفص الأخضر الفيروزى من البنصر إلى السبابة كأنها تغلق دروعها جميعا فى وجهه  و كيف أنه حين رآها أول مرة وجد فى عينيها نُدَب تشبه تلك المنحوته فى عينيه شعر من فوره أنهما كانا روحاً واحدة فى حياة أخرى  , إختفت أيضا من أحلامه كمن تستكثر عليه تلك البرهة التى يراها فيها، يعبأ أنفه من رائحتها  و تتلمس كفيه الطريق إلى كتفيها لتطبعها فى قلبه ، إنها تلك الأشياء الصغيرة التى تلقى بتعاويذها علينا فتنسج خيوطاً حريرية حولنا و توقعنا فى الفخ ، يحاول مراراً و تكراراً أن يتناساها و لكنها تأبى عليه ذلك .
رأيته فى عملى مرتان حتى الآن ربما جاء قبل ذلك و لم أدركه هو بائع متجول للأدوات التجميلية يأتى ليسألنا شراء منتجاته و لكن فور أن يتحدث تقاطعه إحدى العاملات قائلة :" لا مش عايزين شكرا " تجذبنى ملامح السأم المختلطة بقسمات وجهه فتخلق نظرة تشعرك على الفور بمدى عبثيتك لا أدرى هل أشعر بهذا لأنه يذكرنى بآدم عندما رأيته لأول مره كان يبدو كمن سأم من تلك الدنيا التى تتباهى بسريانها عكس ما يريد و سأم الموت لتباطؤه فى إقتلاع روحه  ، أم لشعورى بالذنب من إهدار حياته فى هذا العمل الذى لا يقدره أحد ، فى فترة ما فى الحياة كان ما يجذبنا معا هو الإحتياج لشخص ما للإنتماء له -آدم- ، نبرات صوته العميقة التى تهدد روحى الفزعة و تلفها بغشاء من السكينة المقدسة ، إحساسى بأن الكلمات تخرج من فمه منحوتة ، سماعنا معنا لأغنية بلا و لا شى لزياد ، تمتعنا بشرب القهوة الساخنة فى أكواب ، كان كل شىء يتجه نحو رباط أبدى و لكننا إفترقنا لا تسألنى كيف أو لماذا إبتعدت عنه دون أن أدرى أن تلك هى المرة الأخيرة التى سنتقابل فيها ، تكسر جزء من قلبى عندما أدركت أنى لن أرى تلك العينين الشبيهتين بالمرايا أحسست بكل هذا  و رغم ذلك تركته .... لسنا حبيبين بعد الآن ، أصبح ما يجمعنا هو التوق للحظات ولدت و ماتت بين أناملنا ، إكتشفت أننا إلتقينا فى لحظة إحتاج كل منا لغريب يدفن فى عمق عينيه أحزانه و إفترقنا أنا و أنت يا عزيزى مثلما إجتمعنا على أحزان جديدة لنبحث عن غريب آخر يكون قلبه هو مدفن أحزانه .

Wednesday, March 21, 2012

اللحظات الرمادية المليئة بفتات الروح

أتفق مع صديقاتى للذهاب لشراء هدية عيد الأم ، جاءت رانيا و أخرى لم أرها منذ زمن بعيد ... لا أدرى لما جاءت فأنا لم أدعوها و لكنى تغاضيت عن هذا .دخلنا إحدى المتاجر ثم تفرقنا لتجد منها هديتها المنشودة ،أنا لا أدرى ماذا أهديكِ ،أشعر بحيرة و إضطراب غريب لا أفهمه فأخذت أتجول بالمتجر ،وقعت عيناى على عقد من اللؤلؤ الأبيض التى يتناسب مع سواد  عينيك و لكنى أتذكر أنك لا ترتدىن إلا القلادة الذهبية التى أهداها لكِ أبى بعد عودته من إحدى الدول العربية ،أتركه و أتحول إلى حقيبة أعجبتنى ،فكرت أن أبتاعها لكِ ثم أتحايل على مشاعر أمومتك لأخذها لنفسى – و أبقى ضربت عصفورين بحجر واحد –لكنى خجلت من أفكارى .طفت بالمتجر مرة تلو الأخرى و لا أستقر على شىء بعينه فى تلك اللحظة ألمح الصديقة المتطفلة و هى تجرب شىء لا أدرى ما هو ، هل هو حزام أو عقد لا أتذكر ؟ ، أستقر على أن  أهديكِ حذاء ... يجول بخاطرى تلك المرة التى أهديتك حذاء لم ترتديه و لو مرة و أخرى أهديتك آخر إرتديتيه دائما . لا أدرى حقاً لماذا أصر على أن أهديكِ الأحذية ربما لأنهم يقولون أن الجنة تحت أقدام الأمهات فأنا أريد أن أكرم هاتين القدمين اللتين تحملان جسدك الضئيل و تذهبان بك إلى العمل يوميا و تعود لتسعينا بداخلك – ربما كان هذا هو السبب – ،أتجول ببصرى فى المعروض فأجدهم جميعا باللون الشيكولاتى الدافىء - غريب ها - أختار إحداهما و يكون كما تحبى لكن لكى أتم شراءه يجب أن يناسب مقاس قدمك فأرفع صوتى :"حد هنا مقاسه 39 "، فتجيب رانيا :"أنا " .. أعطيها إياه لترى إن كان يناسبها ... عند هذة النقطة تختفى الصورة تماما و تتلون باللون الرمادى ثم بعد لحظات ينقشع هذا الضباب لأجدنى مستيقظة على حقيقة أنكى رحلتى من هنا ، سأمتى هذة الدنيا الموحشة التى لم ترأف بكِ و رحلتى فى سكون عند الفجر، لن أستطيع أن آتى بالأزهار و أذهب إلى قبرك .. أنا موقنة أنك لستِ هناك لا يمكن أن تُترك الأرواح العطرة فى هذا المكان المقفر إنما يُرَد إليها صنيعها بأن تُترك لتتجول حول من تحب لتعوضه عن فتات روحه التى فُقدت برحليهم ، لذا سآتى بهذا الحذاء لأضعه فى غرفتك و أهديكِ إياه و أتخيل أنك لم ترتديه كما فعلتى مع سابقه .  

Tuesday, March 06, 2012

كتاب الألتراس



أول مرة يتطرق سمعى لكلمة أولتراس كان فى الأيام الأولى من ثورة 25 يناير عندما أخبرنى أخى أنه فى يوم 28 يناير -جمعة الغضب - إلتقى بشابين من الأولتراس فى الجيزة و كيف أنهم قاموا بمجهود خرافى فى الدفاع عن المواطنين و الصد بالإضافة إلى أنهم منظمين جدا ثم بدأت تتردد بطولات الأولتراس على مدار السنة الماضية و كيف أنه بنزولهم يطمئن من فى الشارع و من لم يستطع النزول بأن المعركة مع الأمن فى الغالب محسومة  و تعالت شعبية الأولتراس على الأرض و رغبة الشارع فى معرفة الكثير عن الأولتراس و ماهية الروح التى تجعلهم يهذا الحماس و المثابرة و الإخلاص ... خلال القمع و محاولات العسكر لقتل الثورة و الشباب فى معارك و ليست أحداث - بالنسبة لى - على مدار السنة الماضية من محمد محمود حتى مجلس الوزراء و  خسر الأولتراس شهداء آخرهم مذبحة بورسعيد و التى راح ضحيتها أكثر من 150 مشجع و المعلن هو 75 أغلبهم من الأولتراس و للأسف توارت هذة المذبحة للظل خلف ما يحدث فى مجلس الغمة و الترشح للرئاسة تحت حكم العسكر .. ثم  بدأت فى قراءة  كتاب الأولتراس   كاتبه  محمد جمال بشيرالمعروف بجيمى هود  و الذى يعطينا لمحة عن عالم الأولتراس و فى إعتقادى أنك لن تستطيع أن تعرف عن الأولتراس سوى لمحة حتى  تتعامل معهم أو تكون أحدهم  يبدأ جيمى الكتاب بأنواع المشجعين فى العالم و الذين يختلفوا فى التفكير و طريقة التشيجيع و يأتى على رأسهم الأولتراس الذى يفنى نفسه و ماله فى تشجيع ناديه حتى يفنى و كيف نشأ الأولتراس لأول مرة كما هو متفق عليه فى إيطاليا مع ظهور The boys مجموعة
هى كلمة لاتينية تعنى الفائق للعادة و التى على ما يبدو هى صفة أعضاء الأولتراس  Ultra التابعة لنادى إنتر و كلمة 
و ينتقل للحديث عن دخول حركة الأولتراس للعالم العربى خصوصا دول شمال أفريقيا و التى كانت البداية فى ليبيا ثم يتطرق للحديث عنها فى تونس و الجزائر و المغرب و مصر أخيرا و التى بدأت الحركة فيها ما بين عام 2005 و 2007 و بدايات تكون أولتراس وايت نايتس (الزمالك)و أولتراس  أهلاوى (الأهلى) و تلتهم باقى مجموعات الأولتراس
و يتطرق جيمى هود لدور الأولتراس فى ثورتنا و التى لا يستطيع أحد أن ينكره ثم يأتى أهم جزء فى الكتاب و هى  عقلية و ثقافة الأولتراس التى تعتمتد على عدم التوقف عن التشجيع أبدا طوال التسعين دقيقة و عدم الجلوس نهائيا و الشد الرحال خلف ناديهم فى أى مكان داخل أو خارج البلاد و الإنتماء لمكانهم فى الإستاد و كيف أن الأولتراس عبارة عن خلية نحل كل منهم له دوره الذى يقوم به بتفان لتكتمل الصورة الكبرى  بإتقان و حرفية حالية و تحمل بداخلها جماليت كثيرة و لعلك تتساءل ما الذى يدفع شباب من مختلف الأعمار و الإنتماءات تكريس أنفسهم بهذة الطريقة إنها ما يطلق عليها روح الأولتراس و التى يولد بها الفرد -كما يوضح جيمى- و لا يكتسبها بالممارسة ،هم مثابرون يتحلون بالشجاعة و الإقدام وبذل أى شىء للدفاع عن ناديهم و لا يبدأوا بالقتال إلا إذا تم الإعتداء عليهم أولا  و يكرهوا العنف و يروها مباراة فى إظهار القدرة الفائقة على تشجيع ناديهم بأى طريقة (لكل قاعدة شواذ) ثم يشرح جيمى كيف أنهم يروا أن كل رجال الشرطة أوغاد وذلك أحد الأسباب التى تجعل  فرد الأولتراس  يحرص على تغطية وجهه من وسائل الإعلام 
بلإضافة لأسباب أخرى و يذكر فى الكتاب الأمثلة على أن الأولتراس فى جميع العالم يجمعهم كيان واحد لذا يتضامنوا معا ضد أى تعنت يوجه نحو أحدهم ، و يوجد فصل للحديث عن الصداقات بين المجموعات و الصلح الذى يحدث بين المجموعات و أدوات التشجيع المستخدمة و المسيرات التى يقومون بها عند ذهاب النادى  لبلد المنافس لبث الخوف و إعلان وجودهم خلف ناديهم و الدخلات التى كانت و مازالت تبهرنا حتى لو كنا لا نعرف أنهم أولتراس ثم يتحدث عن المثلث الذى يقف ضده الأولتراس (ضد الميديا - ضد الكرة الحديثة - كل رجال الشرطة أوغاد ) و متى تنحل المجموعة و مصادر التمويل و الذى يتعلق كلاهما بشرف المجموعة ليختتم جيمى هود بقاموس الأولتراس و شعارات الأولتراس ليقدم لنا كتب يوضح الكثير عن تلك  الأشخاص المجهولة و التى لا تريد أن يتم معرفتها 
و عند النظر للكتاب من زاوية أخرى تجعلك  تعجب من لو تحلى كل منا بصفات الأولتراس بغض النظر عن أى إنتماء دينى أو سياسى أو إجتماعى كيف ستكون مصر الأن؟؟ و كيف أن يجروء أى شخص مهما كانت سلطاته أن يقتل تللك الأرواح الطاهرة بما تحمله ؟؟الكلمة من معنى و له من الجراءة أن يلصق بهم تهمة البلطجة  
خارج النص : اللى  بيحب أغانى الأولتراس  ألبوم أولتراس وايت نايتس (أسلوب حياة ) جامد جدا :)


Friday, February 24, 2012

عبثيات

مشهد 1
يملك عم سمير الملامح المصرية السمراء و حس السخرية الذى يحملك على فتح قلبك و أذنك له ، جلس عم سمير بجوارى ليخبرنى عن أنه ظل موظف مؤقت فى الجامعة لمدة 20 عام و عندما بدأ كان مرتبه 60 جنيه و كان لديه زوجة و طفلين و زادوا واحد بعد فترة و حاليا زاد مرتبه ليصبح 500 جنيه - جنيه يخبط اللى بعديه بالشلوت- و كيف أن ابنته مخطوبة و على وشك الزواج و عليه أن يقوم بتجهيزها بالإضافة إلى أنها ما زالت تدرس فيوجد مصاريف الذهاب للجامعة و مصروف يدها و إذا أخذت كورسات أما ابنه فهو مجند فى الجيش و كيف أن زملاءه يسخروا منه عندما لا تأتيه الزيارة و ذلك لضيق يد عم سمير بالإضافة إلى الطفل الصغير و ما يحتاجه من مصاريف للمدرسة و أيضا مصاريف الطعام و غيره، برغم ذلك لا تفارق الإبتسامه وجه عم سمير و أنا لا أدرى كيف يحافظ عليها .

مشهد 2
عم قدرى عامل فى كلية من كليات جامعة المنصورة كان موجود عندما كنت طالبة و من قبلها بالتأكيد ،دخل عم قدرى على موظف المرتبات و هو يضع يده فى جبيره - لا أعلم كيف سيعمل بعد ذلك - يسأله لماذا تم خصم 20 جنيه من مرتبى أخبره الموظف أن هذا لإشتراك نقابة الجامعة رد عم قدرى أنا لا أريد الإشتراك أخبره الموظف أنه إجبارى و يجب أن يتم الخصم لم يستطع عم قدرى ان يفعل شىء سوى أن أخبره ملعون أبو العيشه و اللى عايشنها و رحل ، مع رحيله جلس باقى الموظفين يسخروا منه

مشهد 3
أخبرتنى صديقتى التى تعمل معيدة فى الجامعة أنه توجد دادة تعمل هناك تأتى لترتيب المعامل و تنظيفها و تأخد فى مرتبها 80 جنيه ، أيضا علمت أنه معظم العاملين يقوموا بلإضاء على عهدة أحدهم مضت على عهدة 100 ألف جنيه و عند أى تلف أو سرقة تتم محاسبة العامل على هذا

مشهد 4
قامت الحكومة بإعلان أنها ستقوم بتعيين أوائل الكليات و كأنها قامت بفتح عكا و عليه ترك من ترك عمله للإلتحاق بعمل الحكومة نظرا للمعتقد السائد بأنه مضمون و عندما قام الخريجين بإستلام جوابات ترشيحهم لعمل وجدنا أنه ما زالت الواسطة و الكوسه كما هى كما أنه أيضا نفس الغباء فى توزيع الخريجين على الوظائف على ما أذكر أنه كانت توجد خريجة آداب لغات شرقية أردى و أخرى عبرى أحدهم تم توزيعها مدرس لغة فى كلية تجارة و أخرى فى كلية طب - فتاكة التوزيع- أيضا تم توزيع خريجة حاسبات و معلومات مثلى للعمل بالكليةفى قسم الإستحقاقات كل ما أفعله هو طباعة المرتبات كل شهر بخط واضح -هع - و هذا العمل يتطلب نصف ساعة لمدة 3 أيام فى الشهر باقى الأيام يتم قضاءها فى لعب الجايمز و مؤخرا علمت أننا فى أول 6 شهور سنقبض فقط الأساسى و الذى هو 219و 40 قرش ولكن هذا غير مؤكد و لكنه بالتأكيد لن يزيد عن 500 جنيه ... يبدو و كأن الحكومة فكرت هم يريدون التعيين لنقوم بذلك و لا ضير من أن نقوم بإذلالهم أيضا

تعليق على المشاهد

لا يوجد حل أخر سوى أن تستمر الثورة لأنه على ما يبدو أن ما أزالته بدايات الثورة هو القشور الخفيفه جدا من الفساد لأن الفساد لم يعد فسادا أصبح شىء طبيعى فى الحياة اليومية .. تساؤل أيضا ما هو المنتظر ممن يقبض 500 أو أقل هل منتظر منه أن يكون شريف و هل تعد السرقة و أخذ الرشوة حلال فى هذا الموقف ؟؟؟