Thursday, March 18, 2010

شيكولاته بالبندق


تهادى متمايلا على الايقاع الرتيب للمياه التى تحمل ما بين امواجها أمنيات العديد من البشر
الواهمين بأنهم حين يهمسوا بأمانى قلوبهم ستسمع الحوريات و تسارع بالإجابه
قبل الشمس ما بين عينيها و شاهد محاولتها فى الإنتحار غرقا فى بحر ساكن
و التى بها تنبىء عن قدوم ليل جديد يضاف الى ذاك الليل الرابض بين ضلوعه .
حاول فى لحظان السكون النادره للكون الذى يحتويه أن يتذكر لحظات انكساره و تمنيه
الموت بين يدى يمامته التى طارت فى غفلة متعمده من الزمن
فاكتشف انه يعانى فقدان ذاكره مؤقت لأنه متأكد حتما انه فى يوم من الأيام
سيعلم لماذا حدث ما حدث و لماذا اصبح عقله فارغا الا من احساس قاتم بالمراره لضياع
حلم عمره الذى ابتدى و انهى به حياته ،لقد حاول القيام من سقطته
و لكنه من كثرة السقوط أعجبه إحساس الأرض على بشرته فلم يحاول مجددا
و اكتفى بلاستلقاء على ظهره محدقا فى سماء كونه وهى تمتلىء بنجوم و طيور
و أشياء لا يعرفها و لم يرد ان يعرفها لقد امتلئت كوب نفسه مما رأى و عرف فى حياته
لقد خانته الحياة لحظه فأدار لها ظهره دون التفات و تقبل الأمر الواقع
و اى أمر يمت له بصله و ابتسم ابتسامه متراخيه للشمس و هى تسطع معلنه فشلها
فى الانتحار و انطلق الى رحلة نومه المقدسه

---------------------------------------------------------------
استيقظت مع اول قبله للشمس لوجهها الناعس و قد قررت بأن اليوم
سيكون مناسب لهديه مصنوعه يدويا و احتارت ماذا تختار كلون كوفيه
تعانقه فى كل ليله شتويه بارده اتصنعها تحمل الوان الفراوله
فهى تدرك انه لايستطيع مقاومتها أم اللون الأسود الذى يتماشى بصوره
رائعه مع لون عينيه و استقرت على اللون البنى
لأنها تتذكر عشقه لمشروب الشيكولاته الساخنه بالبندق
و كم من ايام نعموا بأحاديث و حواديت متبادله على ابخرتها
التى تدفىء الجو من حولهم و ينتقل هذا الدفء الى قلوبهم .
بدأت فى صنعها على نغمات فيروزيه تقول "علمونى هنى علمونى ....."
لقد تعلمت على يديه كيف ان الحياه يمكن ان تحمل طعم النعناع المنعش
الذى يجعل ما بداخلك يتفتح و احيانا تكون بطعم جديد لم تتذوقه من قبل
عليها فقط ان تقبل بالتجربه ، و حين اخذت خيوط الكوفيه ف التماسك بدأت فى
اعداد كوب الكابيتشينو بالقرفه الذى تعرفت عليه فقط عندما عرفته و ادمنته لمعرفتها بحبه له
فاكتسبت الكوفيه الرائحه الحميمه للحظاتهم التى لا تنسى
و مع اخر عقده ف هديتها له انتهت قصتها معه
و طوقت عنقها المعطر بعطرها المفضل لديه
حتى يتذكرها كلما ارتداها و ترتديه هى كلما تذكرها