Sunday, June 03, 2012

سمراء القمر



"سُرِق القمر "  
صاح حارسه فزعاً بحث فى حقيبته الجلدية السوداء ، بعثر جميع محتوياتها ، دار بغرفته و لم يجد شيئا .
جلس و أشعل سيجارته واضعاً رأسه بين يديه و لم يدرِ ماذا يفعل ، خرج مهرولا و هو يصرخ
 " سُرِق القمر ... ضاع القمر "
دق على كل أبواب القرية و سأل جميع من قابله 
 " هل رأى أحدكم القمر؟ " 
لم يره أحد أو يشعر بنوره و إنتشر الخبر فى القرية كالنار فى الهشيم و صار هذا حديث القرية ،
 لقد إختفى القمر فى ظروف غامضة.تذكروا قصيدة إبنهم التى تتنبأ بمقتل القمر ظنوها خيالية شكوا 
 فى أنه ربما يكون قتله ليحقق نبوءته المشئومة ، لم يتصورا أبدا أنهم سيفقدون قمرهم ..
صاروا يتجمعوا كل ليلة يحمل منهم شمعة ، مصباحاً أو قنديلاً يحاولون أن يصنعوا قمرهم الخاص
 و لم يفلحوا حتى ملوا و رضوا بسمائهم خالية إلا من بضع نجمات مرتعشة .
أصبح حارس القمر وحيد حزين ينظر كل ليلة إلى السماء المظلمة
و يبكى صديقه الضائع يتذكر  أحاديثهم الدافئة تهكماتهم على العشاق المراهقين و يتنهد متسائلا أين ذهب ؟؟
سمع الحارس طرقة خجلى فتح بابه ليجد القمر مثخنا بجراحه لا يقوى على تمالك نفسه حمله جزعاً و سارع لمداواته سأله 
" أين كنت و لماذا تركتنا؟ "
لم يرد القمر و لم يجبره صديقه على البوح ، إنتشر الخبر فى القرية لقد عاد القمر
  تجمعوا أمام دار الحارس يريدوا أن يعلموا أين كان القمر و لم يحصلوا على إجابة ترضى فضولهم 
،فإخترعوا واحدة أو أكثر
منهم من قال أنه خُطف و هرب من خاطفيه ، هرب من الحارس
و لكن لم يقبله أحد فعاد و هكذا إلى أن تناسى الجمع ما حدث خاصة بعد عودة القمر لممارسة عمله .
  لم يدرك أحد أن ما دفع القمر للرحيل هو سأمه من عبث الحب ، لحظات إنكسار قلب أحدهم تترك فى سطحه نُدبه
لم يعد يحتمل كل هذة الدراما يريد أن يحيا حياة طبيعية لكنه لم يستطع أن يخبر حارسه بذلك فهرب
 و فى ترحاله من بلدة إلى أخرى متخفيا تعثر فيها صدفة سمراء بعيون لامعة تعدك بعمر كامل من الإثارة
وقع فى غرامها من فوره كان يتابعها كل ليلة و هى تنادى بإسمه لتحدثه عن من تهوى و لا يهواها
تبكى بدموع عذراء ، لم يحتمل إنكسارها قرر أن  يخبرها بحبه علها تقبله يضيىء لها هى فقط ، لكنها لم تعره إهتماما
توسلت إليه أن يخبر حبيبها أنها لا تستطيع التنفس دونه ، كتم القمر أنفاسه و ربت على كتفيها قائلا
 " سأذهب من أجلك "
.ذهب و عاد محملاً بجراح الحب و ندوبه ليضىء سماء المحبين كأحدهم و ليس شاهد عليهم
خارج النص : التدوينة مستوحاة من تدوينة  يوميات حارس القمر لنص مناضل 

Friday, May 11, 2012

وش الحياه

كان عيل صغير
شغلاه الحياه
دا ايه ؟ و عشان ايه ؟
و ازاى و فين ؟
و بيسأل برده ليه ؟
-ألأ قولى يا جدى الكبير
انت ف الدنيا دى من كتير
هيا ايه سر الحكايه 
والناس شغلاها ليه النهايه
-بص يا واد يا اسمك ايه
هيا دنيا مكتوبه علينا
رضينا او قولنا لا
بس لابد ولازمن
نعلم بمفك على وش الحياه
مرت سنين و العيل كبر وشب
و لف ف الدنيا و كره وحب
و لسه برده جناه الحياه
بس المره دى مش لأجل الفضول
دا سؤال جوا عنيه خجول
شفت الحياه
مره الحياه ،صعبه الحياه
تبعترك وتنتورك ف كل اتجاه
حلوه الحياه
قاسيه هيا لكن مجنونه و قويه
و تبصلك بعنيها الوسيعه
و تعمل قال ايه مستحيه
و تخطفك جوا بحورها البعيده
و تغرقك وتنجدك
و تموت ف ضحكتها الشقيه
و تحاول تتشعبط ف شباكها
و بتزق رجلك تدق على بابها
ترد وتقولك
لململى بقى نفسك
و عرفنى كمان اسمك
انفض عن جناحك
سنين حزنك الماضى
ودوس ف حواريا
و كون قاضى و كون فاضى
و كون كل اللى نفسك فيه
بس اوعاك تكون غيرك
كون انت
و بايدك اكسر مرايتك الساكته
و اطبع بشفايفك على قلوب البشر ضحكه

Saturday, May 05, 2012

الموت فى بضع كلمات أخرى

لم يعد الموت يخاف أن تتكشف أطرافة الناعمة من خلال عباءته السوداء ، ألقى الموت عباءته
 و صاريمشى  متجولا فى أزقة بلادى و حواريها 
 عندما أتت الثورة و رحلت أرواح مقدسة  بكينا تأثرنا تحدثنا عن قسوة الموت و كيف أنه يختطف دوما من نحب و يقتلع دوما أفضلنا و لكن بعد مرور ما يزيد عن عام  ما زالت الأرواح تتساقط كأوراق الخريف و لم تعد تتمتع بقدسيتها و أصبح كل منايفكر متى سيأتى دورى ، لم نعد نرى الموت قاسيا مقارنة بمن يحكمنها و من يصر على أننا مجرد بضع دجاجات فى حظيرته يستخدمنا فى التفريخ أو يذبحنا ، الموت فقط يجمع ما يقتله حكامنا ، أصبحنا جميعا نتسأل هل كان من الحكمة القيام بثورة  ؟؟
 هل ضحينا بألف و يزيد خلال الثمانية عشرة يوم حتى نأتى بمن يقتل أكثر ممن ماتوا فى الثورة تحت إدعاء مشوه بأنهم حموا الثورة؟؟؟.
لا يمر شهر على بلادى إلا و يموت  بعض من أحبائنا الذين نعرفهم أو نسع عنهم فقط و ما زال الموت مُصر
 على ترك الأرواح المتعفنة التى تحكمنا .
تأتى أحداث ماسبيرو أولا لتنكل بالأقباط ثم مسرح البالون و محمد محمود و رئاسة الوزراء و مجزرة بورسعيد
 ثم مؤخرا العباسية التى بدأ كإعتصام لمجموعة تشعر بظلم ما و بغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا مع أسباب الإعتصام 
إلا أنه لا يستطيع بشر ذو نفس سوية أن يشمت  فى ما حدث لهم من  هجوم ثم ذهب الشباب كالمعتاد لنجدة أشقائهم فى الهم و الوطن 
و  حدث ما حدت قام مجلس العار بإطلاق بلطجيته لقتل و تصفية الإعتصام و مر شهر أبريل و هو يحمل فى  روزنامته مجزرة جديدة 
منذ ما يقارب عن عام ونصف و كل ما يموت فى هذا البلد هم الشباب فقط الشباب  إما بالقتل أو بموت روحهم بداخلهم لم نعد نتأثر بالموت أو نبكى بسماعنا أخباره لقد تبلدت أرواحنا  و أصبح الحزن هو الطبيعة السائدة  ، أما الفصائل السياسية على مختلف توجهاتها ما زالت 
تتسارع على مناصب من برلمان إلى رئاسة الجمهورية دون أدنى إعتبار لمن ماتوا و من سيموتوا  أجلا
خرج من خرج قائلا عيش حرية عدالة إجتماعية .. و رحل من رحل ظاناً موت  ذل  تفرقة عنصرية 

Monday, April 30, 2012

أبناء العدم

نحن  أبناء العدم  .. رعيله الأول و رغباته الدفينة ، ولدنا من رحم الخيال ، ترعرعت أذهاننا فى فضاء الحقيقة الجوفاء ،تبتعد عنا السعادة أميالاً و إذا ما تعثرت تحت أقدامنا تذوى ما بين أصابعنا الطويلة المتفحمة كزهرة إمتُصَ رحيقها للأبد ،نعشق الصخب فهو يطغى على أصوات أرواحنا و هى تتجول كأعمى بداخل صدورنا المطبقة نرتدى أقنعة كالبشر حتى لا يخافوا من ملامحنا المطموسة القالحة فهم دائما يخافوا مما يجهلوه حتى و إن كان ظِلهم ،نحاول أن نذوب بداخلهم ليعيشوا بداخلنا نسمع شكواهم المستمرة من حياتهم النحيلة و فرحهم الزائد ببضع قطرات من السعادة الجوفاء ، إننا متوحدون و برغم ذلك نعطيهم ما يريدوا و لكن ف المقابل نطلب القليل لكنهم لجهلهم يستلوا خناجر أرواحهم ليقتلعوا قلوبنا بمرح يحاولون قتلنا مراراً و تكراراً و لكنهم يفشلوا فنحن أبنائه ، لانموت  ، نذهب إليه لبرهة لنعود محملين بجزء من روحه ، رغبتهم المحمومة فى الإنتماء لشخص ما تدفعهم لإعتقاد إنتمائنا إليه ، لا يدركون أننا أبنائه  أبناء اللحظات الحزينة و الصدف الست المتكسرة لا ننتمى .


Wednesday, April 04, 2012

تلك الأشياء الصغيرة التى توقعنا فى الفخ

تمر الأيام كضيف ثقيل كلما أردته أن يرحل يطلب منك إحضار دور شاى جديد ، منذ رحلت  و هو لا يدرى ماذا يفعل يحاول أن يدفع الأيام لتمر فى فجوة زمنية يستطيع خلالها ان ينساها أو تأتى أخرى لتحل محلها و إن كان يدرك بداخله أنه لن تأتى من تحتل مكانها فى أفلام النيجاتف المهترئة المدعوة حياته ، يحاول أن يتناسها و لكنها تقفز أمامه من ورق الحائط و كوب قهوتها السادة المشبعة ببعض من حكايتها و تندفع محتضنه روحه من أبيات شاعرها المفضل .. يحاول أن يغرق نفسه فى العمل حتى تختفى تدريجيا من ذاكرته كما أرادت ليجد أن سعيه هذا غير مجدى - دوما ما نعتقد أننا عندما ندفن أنفسنا فى العمل سننسى لا يتبادر إلى أذهانا أنك حين تحاول أن تنسى شيئا فإنه يصر على الإستمرار إنها غريزة البقاء المتأصلة فى أى كائن حتى لو كان ذكرى - يتسلل إلى ذهنه صورتها عندما تشعر بعدم الأمان فتحول خاتمها ذا الفص الأخضر الفيروزى من البنصر إلى السبابة كأنها تغلق دروعها جميعا فى وجهه  و كيف أنه حين رآها أول مرة وجد فى عينيها نُدَب تشبه تلك المنحوته فى عينيه شعر من فوره أنهما كانا روحاً واحدة فى حياة أخرى  , إختفت أيضا من أحلامه كمن تستكثر عليه تلك البرهة التى يراها فيها، يعبأ أنفه من رائحتها  و تتلمس كفيه الطريق إلى كتفيها لتطبعها فى قلبه ، إنها تلك الأشياء الصغيرة التى تلقى بتعاويذها علينا فتنسج خيوطاً حريرية حولنا و توقعنا فى الفخ ، يحاول مراراً و تكراراً أن يتناساها و لكنها تأبى عليه ذلك .
رأيته فى عملى مرتان حتى الآن ربما جاء قبل ذلك و لم أدركه هو بائع متجول للأدوات التجميلية يأتى ليسألنا شراء منتجاته و لكن فور أن يتحدث تقاطعه إحدى العاملات قائلة :" لا مش عايزين شكرا " تجذبنى ملامح السأم المختلطة بقسمات وجهه فتخلق نظرة تشعرك على الفور بمدى عبثيتك لا أدرى هل أشعر بهذا لأنه يذكرنى بآدم عندما رأيته لأول مره كان يبدو كمن سأم من تلك الدنيا التى تتباهى بسريانها عكس ما يريد و سأم الموت لتباطؤه فى إقتلاع روحه  ، أم لشعورى بالذنب من إهدار حياته فى هذا العمل الذى لا يقدره أحد ، فى فترة ما فى الحياة كان ما يجذبنا معا هو الإحتياج لشخص ما للإنتماء له -آدم- ، نبرات صوته العميقة التى تهدد روحى الفزعة و تلفها بغشاء من السكينة المقدسة ، إحساسى بأن الكلمات تخرج من فمه منحوتة ، سماعنا معنا لأغنية بلا و لا شى لزياد ، تمتعنا بشرب القهوة الساخنة فى أكواب ، كان كل شىء يتجه نحو رباط أبدى و لكننا إفترقنا لا تسألنى كيف أو لماذا إبتعدت عنه دون أن أدرى أن تلك هى المرة الأخيرة التى سنتقابل فيها ، تكسر جزء من قلبى عندما أدركت أنى لن أرى تلك العينين الشبيهتين بالمرايا أحسست بكل هذا  و رغم ذلك تركته .... لسنا حبيبين بعد الآن ، أصبح ما يجمعنا هو التوق للحظات ولدت و ماتت بين أناملنا ، إكتشفت أننا إلتقينا فى لحظة إحتاج كل منا لغريب يدفن فى عمق عينيه أحزانه و إفترقنا أنا و أنت يا عزيزى مثلما إجتمعنا على أحزان جديدة لنبحث عن غريب آخر يكون قلبه هو مدفن أحزانه .

Wednesday, March 21, 2012

اللحظات الرمادية المليئة بفتات الروح

أتفق مع صديقاتى للذهاب لشراء هدية عيد الأم ، جاءت رانيا و أخرى لم أرها منذ زمن بعيد ... لا أدرى لما جاءت فأنا لم أدعوها و لكنى تغاضيت عن هذا .دخلنا إحدى المتاجر ثم تفرقنا لتجد منها هديتها المنشودة ،أنا لا أدرى ماذا أهديكِ ،أشعر بحيرة و إضطراب غريب لا أفهمه فأخذت أتجول بالمتجر ،وقعت عيناى على عقد من اللؤلؤ الأبيض التى يتناسب مع سواد  عينيك و لكنى أتذكر أنك لا ترتدىن إلا القلادة الذهبية التى أهداها لكِ أبى بعد عودته من إحدى الدول العربية ،أتركه و أتحول إلى حقيبة أعجبتنى ،فكرت أن أبتاعها لكِ ثم أتحايل على مشاعر أمومتك لأخذها لنفسى – و أبقى ضربت عصفورين بحجر واحد –لكنى خجلت من أفكارى .طفت بالمتجر مرة تلو الأخرى و لا أستقر على شىء بعينه فى تلك اللحظة ألمح الصديقة المتطفلة و هى تجرب شىء لا أدرى ما هو ، هل هو حزام أو عقد لا أتذكر ؟ ، أستقر على أن  أهديكِ حذاء ... يجول بخاطرى تلك المرة التى أهديتك حذاء لم ترتديه و لو مرة و أخرى أهديتك آخر إرتديتيه دائما . لا أدرى حقاً لماذا أصر على أن أهديكِ الأحذية ربما لأنهم يقولون أن الجنة تحت أقدام الأمهات فأنا أريد أن أكرم هاتين القدمين اللتين تحملان جسدك الضئيل و تذهبان بك إلى العمل يوميا و تعود لتسعينا بداخلك – ربما كان هذا هو السبب – ،أتجول ببصرى فى المعروض فأجدهم جميعا باللون الشيكولاتى الدافىء - غريب ها - أختار إحداهما و يكون كما تحبى لكن لكى أتم شراءه يجب أن يناسب مقاس قدمك فأرفع صوتى :"حد هنا مقاسه 39 "، فتجيب رانيا :"أنا " .. أعطيها إياه لترى إن كان يناسبها ... عند هذة النقطة تختفى الصورة تماما و تتلون باللون الرمادى ثم بعد لحظات ينقشع هذا الضباب لأجدنى مستيقظة على حقيقة أنكى رحلتى من هنا ، سأمتى هذة الدنيا الموحشة التى لم ترأف بكِ و رحلتى فى سكون عند الفجر، لن أستطيع أن آتى بالأزهار و أذهب إلى قبرك .. أنا موقنة أنك لستِ هناك لا يمكن أن تُترك الأرواح العطرة فى هذا المكان المقفر إنما يُرَد إليها صنيعها بأن تُترك لتتجول حول من تحب لتعوضه عن فتات روحه التى فُقدت برحليهم ، لذا سآتى بهذا الحذاء لأضعه فى غرفتك و أهديكِ إياه و أتخيل أنك لم ترتديه كما فعلتى مع سابقه .  

Tuesday, March 06, 2012

كتاب الألتراس



أول مرة يتطرق سمعى لكلمة أولتراس كان فى الأيام الأولى من ثورة 25 يناير عندما أخبرنى أخى أنه فى يوم 28 يناير -جمعة الغضب - إلتقى بشابين من الأولتراس فى الجيزة و كيف أنهم قاموا بمجهود خرافى فى الدفاع عن المواطنين و الصد بالإضافة إلى أنهم منظمين جدا ثم بدأت تتردد بطولات الأولتراس على مدار السنة الماضية و كيف أنه بنزولهم يطمئن من فى الشارع و من لم يستطع النزول بأن المعركة مع الأمن فى الغالب محسومة  و تعالت شعبية الأولتراس على الأرض و رغبة الشارع فى معرفة الكثير عن الأولتراس و ماهية الروح التى تجعلهم يهذا الحماس و المثابرة و الإخلاص ... خلال القمع و محاولات العسكر لقتل الثورة و الشباب فى معارك و ليست أحداث - بالنسبة لى - على مدار السنة الماضية من محمد محمود حتى مجلس الوزراء و  خسر الأولتراس شهداء آخرهم مذبحة بورسعيد و التى راح ضحيتها أكثر من 150 مشجع و المعلن هو 75 أغلبهم من الأولتراس و للأسف توارت هذة المذبحة للظل خلف ما يحدث فى مجلس الغمة و الترشح للرئاسة تحت حكم العسكر .. ثم  بدأت فى قراءة  كتاب الأولتراس   كاتبه  محمد جمال بشيرالمعروف بجيمى هود  و الذى يعطينا لمحة عن عالم الأولتراس و فى إعتقادى أنك لن تستطيع أن تعرف عن الأولتراس سوى لمحة حتى  تتعامل معهم أو تكون أحدهم  يبدأ جيمى الكتاب بأنواع المشجعين فى العالم و الذين يختلفوا فى التفكير و طريقة التشيجيع و يأتى على رأسهم الأولتراس الذى يفنى نفسه و ماله فى تشجيع ناديه حتى يفنى و كيف نشأ الأولتراس لأول مرة كما هو متفق عليه فى إيطاليا مع ظهور The boys مجموعة
هى كلمة لاتينية تعنى الفائق للعادة و التى على ما يبدو هى صفة أعضاء الأولتراس  Ultra التابعة لنادى إنتر و كلمة 
و ينتقل للحديث عن دخول حركة الأولتراس للعالم العربى خصوصا دول شمال أفريقيا و التى كانت البداية فى ليبيا ثم يتطرق للحديث عنها فى تونس و الجزائر و المغرب و مصر أخيرا و التى بدأت الحركة فيها ما بين عام 2005 و 2007 و بدايات تكون أولتراس وايت نايتس (الزمالك)و أولتراس  أهلاوى (الأهلى) و تلتهم باقى مجموعات الأولتراس
و يتطرق جيمى هود لدور الأولتراس فى ثورتنا و التى لا يستطيع أحد أن ينكره ثم يأتى أهم جزء فى الكتاب و هى  عقلية و ثقافة الأولتراس التى تعتمتد على عدم التوقف عن التشجيع أبدا طوال التسعين دقيقة و عدم الجلوس نهائيا و الشد الرحال خلف ناديهم فى أى مكان داخل أو خارج البلاد و الإنتماء لمكانهم فى الإستاد و كيف أن الأولتراس عبارة عن خلية نحل كل منهم له دوره الذى يقوم به بتفان لتكتمل الصورة الكبرى  بإتقان و حرفية حالية و تحمل بداخلها جماليت كثيرة و لعلك تتساءل ما الذى يدفع شباب من مختلف الأعمار و الإنتماءات تكريس أنفسهم بهذة الطريقة إنها ما يطلق عليها روح الأولتراس و التى يولد بها الفرد -كما يوضح جيمى- و لا يكتسبها بالممارسة ،هم مثابرون يتحلون بالشجاعة و الإقدام وبذل أى شىء للدفاع عن ناديهم و لا يبدأوا بالقتال إلا إذا تم الإعتداء عليهم أولا  و يكرهوا العنف و يروها مباراة فى إظهار القدرة الفائقة على تشجيع ناديهم بأى طريقة (لكل قاعدة شواذ) ثم يشرح جيمى كيف أنهم يروا أن كل رجال الشرطة أوغاد وذلك أحد الأسباب التى تجعل  فرد الأولتراس  يحرص على تغطية وجهه من وسائل الإعلام 
بلإضافة لأسباب أخرى و يذكر فى الكتاب الأمثلة على أن الأولتراس فى جميع العالم يجمعهم كيان واحد لذا يتضامنوا معا ضد أى تعنت يوجه نحو أحدهم ، و يوجد فصل للحديث عن الصداقات بين المجموعات و الصلح الذى يحدث بين المجموعات و أدوات التشجيع المستخدمة و المسيرات التى يقومون بها عند ذهاب النادى  لبلد المنافس لبث الخوف و إعلان وجودهم خلف ناديهم و الدخلات التى كانت و مازالت تبهرنا حتى لو كنا لا نعرف أنهم أولتراس ثم يتحدث عن المثلث الذى يقف ضده الأولتراس (ضد الميديا - ضد الكرة الحديثة - كل رجال الشرطة أوغاد ) و متى تنحل المجموعة و مصادر التمويل و الذى يتعلق كلاهما بشرف المجموعة ليختتم جيمى هود بقاموس الأولتراس و شعارات الأولتراس ليقدم لنا كتب يوضح الكثير عن تلك  الأشخاص المجهولة و التى لا تريد أن يتم معرفتها 
و عند النظر للكتاب من زاوية أخرى تجعلك  تعجب من لو تحلى كل منا بصفات الأولتراس بغض النظر عن أى إنتماء دينى أو سياسى أو إجتماعى كيف ستكون مصر الأن؟؟ و كيف أن يجروء أى شخص مهما كانت سلطاته أن يقتل تللك الأرواح الطاهرة بما تحمله ؟؟الكلمة من معنى و له من الجراءة أن يلصق بهم تهمة البلطجة  
خارج النص : اللى  بيحب أغانى الأولتراس  ألبوم أولتراس وايت نايتس (أسلوب حياة ) جامد جدا :)


Friday, February 24, 2012

عبثيات

مشهد 1
يملك عم سمير الملامح المصرية السمراء و حس السخرية الذى يحملك على فتح قلبك و أذنك له ، جلس عم سمير بجوارى ليخبرنى عن أنه ظل موظف مؤقت فى الجامعة لمدة 20 عام و عندما بدأ كان مرتبه 60 جنيه و كان لديه زوجة و طفلين و زادوا واحد بعد فترة و حاليا زاد مرتبه ليصبح 500 جنيه - جنيه يخبط اللى بعديه بالشلوت- و كيف أن ابنته مخطوبة و على وشك الزواج و عليه أن يقوم بتجهيزها بالإضافة إلى أنها ما زالت تدرس فيوجد مصاريف الذهاب للجامعة و مصروف يدها و إذا أخذت كورسات أما ابنه فهو مجند فى الجيش و كيف أن زملاءه يسخروا منه عندما لا تأتيه الزيارة و ذلك لضيق يد عم سمير بالإضافة إلى الطفل الصغير و ما يحتاجه من مصاريف للمدرسة و أيضا مصاريف الطعام و غيره، برغم ذلك لا تفارق الإبتسامه وجه عم سمير و أنا لا أدرى كيف يحافظ عليها .

مشهد 2
عم قدرى عامل فى كلية من كليات جامعة المنصورة كان موجود عندما كنت طالبة و من قبلها بالتأكيد ،دخل عم قدرى على موظف المرتبات و هو يضع يده فى جبيره - لا أعلم كيف سيعمل بعد ذلك - يسأله لماذا تم خصم 20 جنيه من مرتبى أخبره الموظف أن هذا لإشتراك نقابة الجامعة رد عم قدرى أنا لا أريد الإشتراك أخبره الموظف أنه إجبارى و يجب أن يتم الخصم لم يستطع عم قدرى ان يفعل شىء سوى أن أخبره ملعون أبو العيشه و اللى عايشنها و رحل ، مع رحيله جلس باقى الموظفين يسخروا منه

مشهد 3
أخبرتنى صديقتى التى تعمل معيدة فى الجامعة أنه توجد دادة تعمل هناك تأتى لترتيب المعامل و تنظيفها و تأخد فى مرتبها 80 جنيه ، أيضا علمت أنه معظم العاملين يقوموا بلإضاء على عهدة أحدهم مضت على عهدة 100 ألف جنيه و عند أى تلف أو سرقة تتم محاسبة العامل على هذا

مشهد 4
قامت الحكومة بإعلان أنها ستقوم بتعيين أوائل الكليات و كأنها قامت بفتح عكا و عليه ترك من ترك عمله للإلتحاق بعمل الحكومة نظرا للمعتقد السائد بأنه مضمون و عندما قام الخريجين بإستلام جوابات ترشيحهم لعمل وجدنا أنه ما زالت الواسطة و الكوسه كما هى كما أنه أيضا نفس الغباء فى توزيع الخريجين على الوظائف على ما أذكر أنه كانت توجد خريجة آداب لغات شرقية أردى و أخرى عبرى أحدهم تم توزيعها مدرس لغة فى كلية تجارة و أخرى فى كلية طب - فتاكة التوزيع- أيضا تم توزيع خريجة حاسبات و معلومات مثلى للعمل بالكليةفى قسم الإستحقاقات كل ما أفعله هو طباعة المرتبات كل شهر بخط واضح -هع - و هذا العمل يتطلب نصف ساعة لمدة 3 أيام فى الشهر باقى الأيام يتم قضاءها فى لعب الجايمز و مؤخرا علمت أننا فى أول 6 شهور سنقبض فقط الأساسى و الذى هو 219و 40 قرش ولكن هذا غير مؤكد و لكنه بالتأكيد لن يزيد عن 500 جنيه ... يبدو و كأن الحكومة فكرت هم يريدون التعيين لنقوم بذلك و لا ضير من أن نقوم بإذلالهم أيضا

تعليق على المشاهد

لا يوجد حل أخر سوى أن تستمر الثورة لأنه على ما يبدو أن ما أزالته بدايات الثورة هو القشور الخفيفه جدا من الفساد لأن الفساد لم يعد فسادا أصبح شىء طبيعى فى الحياة اليومية .. تساؤل أيضا ما هو المنتظر ممن يقبض 500 أو أقل هل منتظر منه أن يكون شريف و هل تعد السرقة و أخذ الرشوة حلال فى هذا الموقف ؟؟؟

Thursday, January 26, 2012

أنت هو أنا

الإعتقاد الخاطىء بأنك علمت كل شىء عن نفسك ولم تترك ركنا بداخلها لم يطأه فكرك و تخليك أنك قد فتحت كل الأبواب المغلقة فى أزقة روحك و توصلت إلى الذات الكامنة وراء الأبواب .. أنصحك أن تعيد التفكير مرة أخرى فيما توصلت إليه أنت لست بهذا الذكاء - و لا يوجد أحد به - كما أنك لست بقديس وصلت به حالة الزهد لمرحلة تجعله يرى ما وراء الأحجبة .. سوف أطرح عليك سؤال صغير ربما يبن لك مدى جهلك .. ماذا يحدث عندما يأتى أحدهم معرفته بك لا تتعدى بضع أيام و يخبرك عما فى نفسك و الذى أنت موقن بوجوده و لكن لم تكن تظن أنه جليا هكذا للعيان .. لا تستطيع الإجابة ... سأخبرك أنا ، هذا الشخص إما أنه إستطاع بطريقة ما أن يفهمك – هذا ما يحدث دائما نفهم الأخرين بصورة رائعة و لكننا نجهل أبسط الأشياء عن تلك الروح الهائمة فى صدورنا – أو أنك تبدو كصفحة جريدة مكتوبة بخط عريض تسهل على الأخرين قرائتها. أنا أعلم أن بداخل عقلك المليىء بالأحلام المعقدة المستحيلة البسيطة السهلة التحقيق يكمن هذا الحلم الأبله و الذى يحمل داخله كل ما تريد أن تقوله عن نفسك .. تريد أن تركب دراجة بخارية على طريق سريع لا يوجد عليه أحد غيرك خاصة عندما تمن عليك السماء برذاذ خفيف يداعب خصلات شعرك المرتبة بعناية ليبعثرها و يطلق سراحها .. إذن أجبنى ماذا فعلت لتحقق ما تريد و تصبح حر، جل ما تفعل هو الأحلام التى تطويها بداخلك كل ليلة.. أنت كسول أو غبى عندما تعتقد أن أحلامك ستخرج من مكمنها الدافىء و تسعى لتحقيق نفسها .. الحياة ليست بتلك الصعوبة التى تتخيلها أو بالسهولة التى يتخيلها الأخرون الحياة هى ما تصنعه بيديك ، تستطيع أن تجعلها جنة عدن بما تحبه و من تحبه و أيضا تستطيع أن تنحتها كقطعة من حجيم لن تحتملها مهما حاولت .. كل ما يجب عليك معرفته هو أنت و ليس أحد أخر جاهد لمعرفة نفسك كلما حاولك كلما كافئتك نفسك بقطعة منها حتى تكمل الصورة و قليل من يستطيع .. لذا يا بنى إذهب و استحم بماء بارد و إخرج فى الهواء الطلق قابل ذراته بصدرك إجعله يدخل ليحيى كل الأشياء التى ماتت بداخلك و فكر بعمق واطرح تلك الأسئلة المقدسة من أنت ؟ و ماذا تريد؟ و عندما تصل لمبتغاك عد و أخبرنى الإجابة لأنه أنت هو أنا .

Saturday, January 14, 2012

الموت فى كلمات

خبرنى عن الموت ... قالت فى هدوء
لكنى حين نظرت فى عينيها ذات اللون الفاحم وجدت قليل من الفضول ممتزج بالشغف
قلت .. الموت يا صغيرتى هو تلك الأطياف المخملية التى تحوط بنا من كل ناحية هو ذاك الظل الذى يطارنا عند إنقطاع الكهرباء
... و ماهى حكايته ؟ ...
كان الموت يزور بلدتنا كل حين و آخر يأخد من لفظته الحياة ليحتويه بداخله و لكن لفترة طويلة إنقطع الموت
عنا تركنا نشيخ و نلد أطفالا فى هدوء كمن ضاق ذرعا بفضلات الحياة و شاخت نفسه و قرر أن يتوراى فى سكون و مع مرور السنوات و عندما أصبح الأطفال شبابا تملأ روحهم الدنيا طربا و قوة إشتم الموت فى مكمنه عطر الشباب الذاكى فتحركت فيه رغبة حصد الأرواح فالموت يا عزيزتى إنتقائى جدا كمن يقطف الثمار الناضجة من على الأشجار و يترك الباقى لينضج أو ليأكله الدود .. نهض الموت من رقاده يلملم بقاياه و يقف على قدميه ثم جاء مهرولا إلى بلدتنا حيث كان يفوح منها رائحة الأرواح
المحببة إليه و عندما أتانا كان يتوقع أن يجد مبجليه و المرتعشين لذكر اسمه لكنه وجد محبيه و الذين يريدون لقائه
بشدة فأحب لقائهم هو أيضا و لربما قام بمحاورتهم قبل أن يمزج روح كل منهم بضلع من أضلعه و كلما خطف أحدهم إنتشى و عاد الموت لسطوته الأولى و كلما كنا ندعوه بأن يحصد الأرواح الشريرة التى تتحكم بنا كان يأبى
الموت علينا ذلك فهو بعد أن ذاق تلك الأرواح يرفض أن تمس تلك الأرواح العطنة التى تمتلىء ظلما و فسادا فيتركها حتى تفنى .. غادرناالموت فجأة و لكنه كان يعود كل حين ينتقى ثماره و يذهب ليتركنا ندفن كل مرة جزء من روحنا التى تذوى مع الراحلين .