Saturday, July 19, 2008

دنيا الانتظار لما لا نعرفه لكننا نتمناه


رسائلي للشمس ..

تعود دون أن تمسّ !

رسائلي للأرض ..

تردّ دون أن تفضّ !

يميل ظلّي في الغروب دون أن أميل !

و ها أنا في مقعدي القانط .

وريقة .. و ريقة .. يسقط عمري من نتيجة الحائط

ترددت تلك الكلمات العميقه فى طرقات رأسى شارحة ما اشعر به فانا فى هذه الدنيا منتظره ما سيأتى بشوق وعدم صبر و ارى دنيايى
كقاعة انتظار خاصه بى يمضى الحدث لأنتظر الأخر الذى يأتى ليزحزح ما قبله
الى ركن الذكريات ويترك علامته الخاصه على صخرة حياتى
و قاعة انتظارى هى جزء من دنيا الانتظار التى نحياها دوما ننتظر شيئا ما، ما هو ،متى سيأتى لانعرفه او ربما نعرفه و لكننا
دوما نتمناه لأسباب مختلفه حتى الموت حين نكتفى من الأخرين ومن هذه الدنيا و نكمل ما اتينا لأجله
ننتظره برحابة صدر دون احساس بالخوف او الرهبه.
و انا جالسه فى قاعتى الخاصه انظر لمن حولى فى اماكنهم المجاوره لى او البعيده عنى
و احاول ان استشف ما يختبىء خلف هذه التعبيرات المنحوته على وجوه اصحابها فاجد من لا يمتلك قاعة انتظار فحياته
مشغوله دوما بشىء ما يخرج من هنا ليدخل هناك وهكذا و ان لم يكن التنفس شىء ضرورى ولا ارادى لما وجد الوقت ليفعله
فاتجه اليه بعين تأمل ان اكون مثله و عين تشفق عليه و تسأل متى سيتوقف ليلتقط انفاسه ويستمتع
بحياته التى بين يديه ام ان الموت هو ما يوقفه ؟
و ادور بعينى مره اخرى فتقع على من لا يأبه بالانتظار فالحياه بالنسبة اليه
عباره عن نهر جار و على السابحين ان يسايروا التيار

و لذا فهم لا ينتظروا شيئا بعينه و لا يسعون اليه كذلك
لذا هم سعداء بحياتهم المليئه الفارغه فى نظرى
و فى منطقه وسط ما بين اولئك و هؤلاء من المشغولين الى حد المرض و الخاملين الى حد الموت
اقبع انا و معى الكثير ممن ينتظر شىء او اشياء لتكمل لهم حياتهم الناقصه
كلوحه كبيره ينقصها الألوان و عليه يسعون اليه

كثيرا و يحاولوا و يفشلوا ليحاولوا مرة اخرى و لرغبتهم الشديده فى هذا الشىء ينتظرونه
طوال حياتهم دون الاستمتاع بها فإما ان يحصلوا عليه او ينتظروا رفيقهم الأخير
*************************
ملحوظه اخيره :فى حفل توقيع فى مكتبة بوكس اند بينز فى المنصوره يوم الجمعه الجاى"25-7" الساعه تمانيه لحد الساعه عشره تقريبا لرحاب بسام و غاده عبد العال فياريت اللى يعرف يجى يجى لأنى بجد نفسى اشوف الناس كلها
سلام مؤقت

Monday, July 07, 2008

روائح الأشياء المخبأه فى أدراج الذاكره

دوما كانت الذكريات جزءا لا يتجزأ من كيانى اجد فيها ماضى وحاضرى
و ربما مستقبلى
ايضا و لكنى ايضا اتمتع بحاسة شم قويه
كالكلاب البوليسيه لذا عندما تجتمع ذاكرتى

مع حاسة الشم تنتجان ذكريات مشبعه برائحة الحنين الدافئه صباح اليوم
تلمست انفى رائحة فول مميزه تشبه كثيرا رائحة الفول الذى
كانت تصنعه جدتى لأبى و تلازمه الذكرى الوحيده السعيده معها
فأكلته وانا اهضم معه معظم ذكريات طفولتى السعيده
و بعد انتهائى خرجت من منزلى

فاذا بى اجد قطرات المطر الأولى تتساقط على رأسى
وتهبط لتلامس ذرات التراب الناعمه

فيتهادى منها عطر اثيرى اتمنى لو أعبأها فى زجاجات لأحتفظ بها معى
دوما ،فأمد يدى لأجمع فيها قطرات المطر واتأملها و امعن النظر بها فأرى
فى انعكاسها فتاه ترتدى ثوبا مليىء بأزهار الربيع تركض عارية القدمين
تتناثر مياه المطر من حولها وهناك من يلاحقها ضاحكا فيمسك
بها ويقعان معا فى الماء فأهز رأسى و مسح وجهى بماء المطر
و ابتسم لهذه البراءه التى تلاشت بفعل الزمن
وكل مايمر فى حياتى من احداث،

اسارع حتى لا اتأخر عن موعدى و اركب سيارتى و انا احاول
ان اركز على الحاضر و ليس الماضى فانظر من نافذه السياره
اجده كما كان دوما يغمرنى بالانتعاش و الحريه -لاادرى لماذا- انه حقل الأرز
حديث الزراعه المغمور بالمياه ذو الرائحه المنعشه التى تتفتح
لها مسام جسدى دون اى احتجاج

فأذكرنى وانا اسير بجواره و انظر الى صورتى المنعكسه
على مياهه الضبابيه و اندمج فى الاعجاب بنفسى
فاتعثر واسقط فى مياهه فتتسخ ملابسى البيضاء , اقف

وانا ارتجف خوفا مما ستفعله بى امى حين ترانى فاتسلل الى بيتنا فى الخفاء.
افيق من شرودى على اصوات عاليه بجوارى فانتزع نفسى من ذكرياتى
لأجد احد السائقين يصرخ بوجهى لأسرع قليلا فانطلق وانا امنع نفسى منعا
من الاسترسال فى ما افعله .
جاء جميع اصدقائى فى الموعد
وكعادتنا تحدثنا
كثيرا و لكن ولأول مره بيننا نتحدث عن ذكرى عاطفيه

لا تنسى و يريدون البدء بى لمعرفتهم بذاكرتى القويه فلسبب لا اعرفه
تمر بأنفى رائحة البحر المالحه الملونه بغروب الشمس
فاخبرهم عن ذكرى اول مواجهه بينى وبين مشاعرى المراهقه الغضه
حين اعجبت بشاب التقيته صدفه على الشاطىء
لمجرد انه يشبه كثيرا ذاك الرجل فى القصص الرومانسيه
التى كانت دوما
بجوار سريرى و لأن اعيننا التقت
لمده لا تجاوز الدقيقه
فمنهم من تبتسم

ومنهم من تضحك و لكن كلهم يطالبوا بأن اخبرهم جميع
التفاصيل المهمه وغير المهمه و لكنى بالطبع لا افعل
فانا اريد ان احتفظ بها فى داخلى

و لتأخر بنا الوقت فتذهب كل منهم الى بيتها مسرعه واعود انا على مهل
و تمنيت لو لم املك سيارتى العزيزه حتى اعود الى بيتى سيرا
فالذكريات
تكون احلى و اصفى عندما تتذكرها وانت
تمشى بصحبتك دون ان يقتحمها احد .
وصلت بيتى
ولم احتمل فاندفعت الى حجرتى لأخرج صندوق
احتفظ فيه بكثير من نفسى الزمنيه واخرج صورته

المعطره بعطره الدافىء فينتقل العطر منها ليملأ روحى و يذكرنى به
'هو' الغائب الحاضر دوما اتذكر ضحكاتنا العاليه و تلاقى اعيننا
بأحاديث جانبيه
لا يشاركنا اياها احد واتذكره حين يغضبنى فأبكى
فلا يحتمل بكائى
فيحتوينى بداخله فأشعر وكأن يدنا حانيه
احتضنتنى
فاشعر بالدفىء
اللذيذ فأنزلق الى النوم
وانا اضع صورته فوق قلبى حتى نتقابل فى الحلم.ء