Thursday, November 10, 2011

ألوان

هى شخصية بسيطة بصورة مختلفة ، تستيقظ كل يوم فى الخامسة و النصف صباحاً لتستنشق الصباح و رائحة الأرض العذرية ، لا ترتدى أى حُلى فى يدها اليمنى فهى طفلتها التى  لا تحتاج إلى قيود أو زينة هكذا هى جميلة ، أما يدها اليسرى مرتكبة كل الخطايا دوما مثقلة بالحلى و طلاء الأظافر تبدو كفتاة ليل عند الصباح .. فى حافظة نقودها خصلة من شعر أمها المتوفاة تحملها معها أينما ذهبت فى  محاولة حزينة لتعويض الجزء المفقود من روحها التى ذهبت إلى القبر معها ، هى  تعشق الألوان فلكل منها حكايته الخاصة معها ،لا تهوى اللون الأبيض فهو لون مخادع إلى أبعد الحدود يتلون كيفما يشاء ،مر فى حياتها الكثير ممن أخبروها أنهم ذوى قلب أبيض و لكن إتضح العكس، كذلك لا تحب اللون  الأسود برغم أن بصمته واضحة على حياتها و روحها  فهو يظهر الكثير و يخفى الكثير فى ذات الوقت ، اللون الأحمر هو لون قبلتها المسروقة عندما لم ينظر أحد عندما تراه تشعر بفوران لذيذ فى عروقها ، و عندما تشعر بطبقات الجليد تتكون فى قلبها تصعد إلى سطح منزلها و تنظر إلى الشمس تشعر بقليل من الدفء بداخلها و الذى يمنحها القليل حتى تستطيع الإستمرار لذا تعشق اللون الأصفر ، أمها كانت جميلة حقاً ذات شعر أسود فاحم و عينان بنيتان دافئتان تستطيع بلمحة أن تحتويها بداخلها و تخرجها مرة أخرى نقية كما ولدتها كانت تشعرها بوجودها لذا عندما رحلت أمها  فقدت وجودها و إفتقدت اللون البنى ،كثيرا ما تنتظر الليالى التى لا يكون فيها نجوم فهى مغرمة بالسماء الفارغة ذات اللون الأزرق الداكن الغامض الذى يحمل فى طياته الذكريات و عندما تأتى إحداها تخرج فى الشارع المظلم و تجلس رافعة نظرها إلى السماء و تُحضر دفتر لوحاتها و ترسم دون أن تنظر هى ترسم لاوعيها المرتبط بذكريات طفولتها المتمردة ، ذكريات حبها الباهت ، ذكريات حضن أمها العطر و صوتها و ذكريات روحها الوحيدة المبعثرة على كثيرمن اللوحات المخبأة تحت السرير .