Saturday, January 14, 2012

الموت فى كلمات

خبرنى عن الموت ... قالت فى هدوء
لكنى حين نظرت فى عينيها ذات اللون الفاحم وجدت قليل من الفضول ممتزج بالشغف
قلت .. الموت يا صغيرتى هو تلك الأطياف المخملية التى تحوط بنا من كل ناحية هو ذاك الظل الذى يطارنا عند إنقطاع الكهرباء
... و ماهى حكايته ؟ ...
كان الموت يزور بلدتنا كل حين و آخر يأخد من لفظته الحياة ليحتويه بداخله و لكن لفترة طويلة إنقطع الموت
عنا تركنا نشيخ و نلد أطفالا فى هدوء كمن ضاق ذرعا بفضلات الحياة و شاخت نفسه و قرر أن يتوراى فى سكون و مع مرور السنوات و عندما أصبح الأطفال شبابا تملأ روحهم الدنيا طربا و قوة إشتم الموت فى مكمنه عطر الشباب الذاكى فتحركت فيه رغبة حصد الأرواح فالموت يا عزيزتى إنتقائى جدا كمن يقطف الثمار الناضجة من على الأشجار و يترك الباقى لينضج أو ليأكله الدود .. نهض الموت من رقاده يلملم بقاياه و يقف على قدميه ثم جاء مهرولا إلى بلدتنا حيث كان يفوح منها رائحة الأرواح
المحببة إليه و عندما أتانا كان يتوقع أن يجد مبجليه و المرتعشين لذكر اسمه لكنه وجد محبيه و الذين يريدون لقائه
بشدة فأحب لقائهم هو أيضا و لربما قام بمحاورتهم قبل أن يمزج روح كل منهم بضلع من أضلعه و كلما خطف أحدهم إنتشى و عاد الموت لسطوته الأولى و كلما كنا ندعوه بأن يحصد الأرواح الشريرة التى تتحكم بنا كان يأبى
الموت علينا ذلك فهو بعد أن ذاق تلك الأرواح يرفض أن تمس تلك الأرواح العطنة التى تمتلىء ظلما و فسادا فيتركها حتى تفنى .. غادرناالموت فجأة و لكنه كان يعود كل حين ينتقى ثماره و يذهب ليتركنا ندفن كل مرة جزء من روحنا التى تذوى مع الراحلين .

No comments: